٤١
العصمة المفاضة وكونها فخراً لأصحابها
سؤال : إذا كانت العصمة أمراً مفاضاً وموهبة من الله منحها للمعصومين فحينئذٍ ما هو وجه افتخار المعصومين وفضلهم على غيرهم من الناس؟
الجواب : لا ريب انّ العصمة موهبة إلهية ، وفخر لصاحبها ، وهي لطف منه تعالى ، ولكن هذا اللطف لا يمكن أن يفاض على جميع الأفراد ، بل أنّه يفاض بعد تحقّق الأرضية الصالحة في نفس المعصوم تقتضي إفاضة تلك الموهبة الإلهية إليه.
ولا شكّ أنّ قسماً من تلك القابليات خارج عن اختيار الإنسان ، وقسماً آخر يقع في إطار إرادته واختياره ، فعلى سبيل المثال : الكمالات والقابليات الروحية التي تكون عاملاً مساعداً في إفاضة العصمة وتوفر الأرضية اللازمة لذلك الفيض ، هي من قبيل الأُمور الوراثية التي تنتقل من الآباء والأجداد إلى الأبناء ، ولقد أثبت «علم الأحياء» بما لا شكّ فيه تلك الحقيقة ، سواء كانت تلك الصفات والروحيات صالحة أو طالحة ، كالشجاعة والجبن وغير ذلك ، ومن هذا المنطلق نجد أنّ الأنبياء ـ وكما يرسم لنا ذلك تاريخ حياتهم ـ كانوا