٤٦
علّة المعجزة
سؤال : من الأُصول المسلّمة ، أصل العلّية والمعلولية وأنّ كلّ موجود ممكن لا يمكن أن يصدر بدون علّة ، وهذا من القوانين العقلية القطعية الشاملة والتي لا تقبل التخصيص أبداً ، وحينئذٍ يطرح السؤال التالي : هل المعجزة ظاهرة حدثت بلا علّة أو لا؟
وعلى القول الثاني فما هي تلك العلّة؟
الجواب : لا شكّ انّ المعجزة ظاهرة تحتاج إلى علّة وانّها لا تعتبر نقضاً لقانون العلّيّة أبداً وإن كانت خارجة عن نطاق العلل والأسباب الطبيعية المعروفة ، وإنّما لها علّتها الخاصة ، ولكنّ عدم وجود العلّة الطبيعية لا يستلزم عدم وجود العلّة مطلقاً.
نعم انّ الذين يذهبون إلى أنّ الوجود يساوي المادة وانّ العلل منحصرة بالعلل الطبيعية المعروفة ، هؤلاء فقط يرون أنّ المعاجز والتصديق بها يعني نقض القانون العقلي ونقض قانون العلّية والمعلولية ، ومن المعلوم أنّ هذا الكلام مبني على حكم مسبق في حصر العلل بالعلل المادية فقط ، فإذا ما وجدت ظاهرة من دون تلك العلل الطبيعية فانّهم يعتبرون التصديق بها نقضاً