٤٩
فلسفة أُمّيّة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
سؤال : ما المراد من كون النبي أُمّيّاً؟ وما هي فلسفة كونه صلىاللهعليهوآلهوسلم أُمّيّاً؟
الجواب : لقد ورد مصطلح «الأُمّيّ» وبالأشكال التالية : «أُمّيّ» «أُمّيّون» و «أُمّيّين» ست مرات (١) في القرآن الكريم ، وكان المراد في جميعها معنى واحداً فقط ، وذلك المعنى هو الإنسان أو الناس الذين يبقون على الحالة والوضع التي ولدوا عليها ، والمقصود من البقاء على الحالة والكيفية السابقة هو أنّهم بالنسبة إلى صفة القراءة والكتابة لم تتغير حالتهم عمّا ولدوا عليه ، فكما أنّهم كانوا في الأيام الأُولى لولادتهم غير قادرين على القراءة والكتابة ، فكذلك لم يحدث أيُّ تحول في حياتهم من هذه الجهة ، وقد أُطلق في اللغة العربية على مثل هذه الحالة (عدم التحوّل والتغيّر) مصطلح «الأُميّة» وعلى الشخص الذي يتّصف بهذه الحالة مصطلح «الأُمّيّ».
ونحن إذا راجعنا القرآن الكريم نجد أنّه يصفه صلىاللهعليهوآلهوسلم بوصف «الأُمّيّ» ويوضح أنّهصلىاللهعليهوآلهوسلم وإلى حين نزول الوحي عليه كان أُمّيّاً ، حيث يقول سبحانه :
__________________
(١). انظر الأعراف : ١٥٧ ـ ١٥٨ ؛ البقرة : ٧٨ ؛ وآل عمران : ٢٠ ـ ٧٥ ؛ الجمعة : ٢.