(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). (١)
ونحن إذا أمعنّا النظر في الآية المباركة نجد أنّه سبحانه يصف النبي الأكرم بخصال عشر(٢) ، القسم الأعظم منها يدلّ على صدق دعوة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهذه الصفات هي :
١. رسول ، ٢. نبي ، ٣. أُمّي ، ٤. مكتوب اسمه في التوراة والإنجيل ، ٥. منعوت فيهما بأنّه يأمر بالمعروف ، ٦. وينهى عن المنكر ، ٧. ويحل لهم الطيّبات ، ٨. ويحرّم عليهم الخبائث ، ٩. ويضع عنهم إصرهم ، ١٠. ويضع عنهم الأغلال التي كانت عليهم.
وهذه الخصال العشر جميعها باستثناء الأُولى والثانية ـ تدلّ على صحّة وصدق نبوّة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن يطالع القرآن الكريم لا يجد أيّ آية تدلّ على حقّانية النبي الأكرم كهذه الآية التي جمعت فيها كلّ تلك الصفات والأدلّة ، وكأنّ الآية تريد أن تعرف العالم على أدلّة وبراهين نبوّته صلىاللهعليهوآلهوسلم وتقول لهم : إنّ دليل نبوّته يتمثل في :
١. انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إنسان أُمّيّ لم يقرأ ولم يكتب ، وقد جاء والحال هذه بكتاب
__________________
(١). الأعراف : ١٥٢.
(٢). لقد أوصل الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب : ٤ / ٣٠٩ تلك الصفات الموجودة في الآية إلى تسع صفات والحال أنّنا إذا اعتبرنا «الإصر» و «الأغلال» صفتين متغايرتين فحينئذٍ يكون عدد الصفات عشر صفات.