٥٣
العصمة وغفران الذنب
سؤال : انّه من المعلوم حسب القول بنظرية العصمة يكون النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم معصوماً من كلّ أنواع الذنب والعصيان والمخالفة ، فكيف ينسجم هذا القول مع ما ورد في أوّل سورة الفتح حيث أخبر سبحانه عن غفران ذنبه صلىاللهعليهوآلهوسلم ما تقدّم منه وما تأخّر؟
الجواب : من الآيات التي تمسّك بها النافون لعصمة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الآية الواردة في سورة الفتح ، بل الآية من أقوى ما تمسّك به هؤلاء حيث قالوا : إنّ الله أخبر عن غفران ذنب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الأعم من المتقدّم والمتأخّر ، وهذا يعني أنّه قد صدر منه الذنب في الماضي ويتوقّع أن يصدر منه الخطأ والذنب في المستقبل ، وهذا دليل واضح على عدم العصمة ، والآية التي تمسّكوا بها هي :
(إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً* لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً* وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) (١)
__________________
(١). الفتح : ١ ـ ٣.