حينما يرى أنّ القرآن الكريم لم يذكر من تلك المعاجز شيئاً ولا أخبر عنها».
ونحن بدورنا أيضاً نتعجب من هؤلاء الذين ينسبون أنفسهم إلى العلم والفكر كيف يا ترى يفسّرون هذه الآيات الواردة في القرآن الكريم؟! وكيف جاز لهم القول بأنّ القرآن الكريم لم ينسب للنبي أي معجزة؟!
ثمّ إنّ الروايات والأحاديث الإسلامية حول معراج النبي بدرجة من الكثرة بحيث يستحيل القول إنّها جميعاً من الأحاديث المجعولة والموضوعة.
والحقّ انّ الإنسان ينتابه العجب والحيرة من منهج هؤلاء الذين يدرسون حياة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث تراهم يذعنون ويسلّمون أمام خرافة وقصّة خيالية ينقلها الطبري عن طريق الآحاد ، وهي قصة «الغرانيق» ، ويستدلّون بذلك لإثبات روح المساومة والخضوع عند النبي الأكرم ، أو أنّهم يعتمدون على ما نسب للسيدة خديجة عليهاالسلام مع «ورقة بن نوفل» حول رسالة النبي ، وينطلقون من تلك القصة لإثبات أنّ النبي لم يكن على يقين من أمره ، ولكنّهم في نفس الوقت يتجاهلون الأحاديث والروايات المتواترة التي نقلها الطبري نفسه وغيره من المفسّرين والمؤرّخين ويشطبون على ذلك كلّه.
إنّ هؤلاء الكتّاب المتعصبين قد حكموا مسبقاً ثمّ راحوا يبحثون عن الدليل لدعم مدعاهم ، فتشبّثوا بما يناسب حكمهم ونظريتهم بكلّ غثٍّ واكتفوا حتّى بالخبر الواحد ، ولكنّهم أعرضوا عن المئات من الروايات والأحاديث ، لا لشيء إلّا لأنّها لم تنسجم مع معتقدهم وحكمهم ، بل تنافيه بصراحة تامة.
المعجزة الثالثة : مباهلة النبي لأهل الكتاب
إنّ موضوع مباهلة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لنصارى نجران من القضايا التي تعرّض لها