حلّة ، وفي كلّ صفر ألف حلة ، كلّ حلّة أوقية ، وما زادت حلل الخراج أو نقصت عن الأواقي فبالحساب ، وما نقصوا من درع أو خيل أو ركاب أو عرض أخذ منهم بالحساب ، وعليهم في كلّ حرب كانت باليمن ثلاثون درعاً ، وثلاثون فرساً ، وثلاثون بعيراً عارية مضمونة لهم بذلك ، وعلى أهل نجران مثواة رسلي (واستضافتهم) شهراً فدونه ، ولهم بذلك جوار الله وذمّة محمد النبي رسول الله على أنفسهم وملّتهم وأرضهم وأموالهم وبيعهم ورهبانيتهم على أن لا يعشروا ولا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به فمن أكل الربا منهم بعد ذلك فذمّتي منه بريئة». (١)
وقد كتبت صورة العهد على جلد أحمر وشهد عليها اثنان من أصحاب النبي الأكرم، ثمّ ختمها صلىاللهعليهوآلهوسلم وأعطاها إلى رؤساء الوفد. ونحن إنّما أوردنا ذلك العهد وبصورة إجمالية لنبرهن على شدة العدالة والإنصاف في القضاء التي كان يتمتع بها الرسول الأكرمصلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولنؤكد كذلك أنّ الحكومة الإسلامية تختلف جذرياً مع الحكومات الطاغوتية التي تستغل ضعف الآخرين لتملي عليهم ضرائب باهضة وشروطاً تعجيزية لا يمكن القيام بها بحال من الأحوال على العكس من الحكومة الإسلامية التي تراعي وفي جميع الأحوال أُصول العدالة الإنسانية وتعتمد روح المسالمة ولا تتجاوز ذلك ولو بخطوة واحدة.
فضيلة كبرى
تعتبر واقعة المباهلة وما نزل فيها من القرآن أكبر فضيلة تدعم موقف الشيعة على مرّ التاريخ ، لأنّ ألفاظ الآية النازلة في المباهلة ومفرداتها تكشف عن مقام ومكانة من باهل بهم رسول الله والذين يتّخذهم الشيعة قادة لهم ، الأمر
__________________
(١). فتوح البلدان : ٧٦ ؛ إمتاع الأسماع : ٥٠٢ ؛ إعلام الورى : ٧٨ ـ ٧٩.