حول الخاتمية ، بل المقصود هو بيان الرؤية القرآنية في هذا المجال ، ولذلك سنقتصر في البحث على بعض الآيات الواضحة في هذا المجال.
الخاتمية في القرآن
لقد ذكرت الخاتمية في القرآن الكريم في آيات كثيرة نقتصر على ذكر بعضها كنماذج فقط :
١. (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً). (١)
توضيح ذلك : من المعروف أنّ الرسول الأكرم قد تبنّى زيداً قبل عصر الرسالة ، وكان من الأعراف الخاطئة بين العرب في ذلك الوقت أنّهم ينزلون الأدعياء منزلة الأبناء الحقيقيّين ويتعاملون معهم معاملة الابن الحقيقي ، ويرتّبون على ذلك جميع الآثار والنتائج التي تتعلّق بالابن الحقيقي كأحكام الزواج والميراث وغير ذلك ، فيمنعون على المتبنّي أن يتزوّج زوجة الولد الذي ادّعاه بعد طلاقها أو بعد موته ، فأراد الله سبحانه أن يبطل تلك العادة الجاهلية وأن ينسخ تلك السنّة الخاطئة ، فأمر رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يتزوّج زينب زوجة زيد بعد مفارقته لها.
فتزوّجها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأوجد ذلك الزواج ضجّة بين المنافقين والمتوغّلين في النزعات الجاهلية والمنساقين وراءها ، واستغلوا ذلك للتشهير بالرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث أشاعوا أنّ محمّداً قد تزوج زوجة ابنه ، فردّ الله سبحانه على تلك المزاعم الباطلة والطعون الواهية : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) ـ من الذين لم يلدهم ومنهم زيد ـ (وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ) ـ وهو لا يترك ما أمره الله به ـ (وَخاتَمَ
__________________
(١). الأحزاب : ٤٠.