٥٨
اعتناق الديانات الأُخرى
ومسألة النجاة
سؤال : يستدلّ البعض على أحقّية الديانات الأُخرى بالآية ٦٢ من سورة البقرة (١) حيث يدّعي أنّ الإنسان ـ ووفقاً للنظرية القرآنية ـ يكفيه للنجاة والفوز يوم القيامة اعتناق أي دين شاء ولا يجب عليه التمسّك بالدين الإسلامي والشريعة المحمدية. نرجو من سماحتكم تسليط الضوء على هذه النظرية وبيان نقاط الخلل فيها.
الجواب : انّ القرآن الكريم في هذه الآية ينتقد ـ واعتماداً على الآيات الأُخرى ـ الأفكار الواهية والمعتقدات الباطلة لليهود والنصارى الذين اعتبروا أنّ الهدى الحقيقي والنجاة يوم القيامة منوط بمجرد تحقق الاسم أو الوصف لا غير ، فيكفي للنجاة أن يسمّى الإنسان يهودياً أو نصرانياً ، وأن يعتنق اليهودية أو المسيحية ، ثمّ إنّهم ارتفعوا بالعنصر اليهودي أو المسيحي إلى درجة اعتبروهما شعب الله المختار وإنّهم أفضل من باقي الشعوب ، وقد ردّت الآية المباركة وآيات أُخرى على تلك الدعوى بنداء عالمي وشمولي حيث اعتبرت أنّ جميع
__________________
(١). وهي قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَومِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون).