السيوطي في «الدر المنثور» قال : وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس قال : شهدنا رسول الله تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول : «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)».
وليس ابن مردويه فريداً في هذا النقل ، فقد نقله عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (١) بسند ينتهي إلى أبي صالح ، عن ابن عباس : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) نزلت في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين. والرجس: الشك.
كما نقله الحافظ الحسين بن الحكم الحبري في «تنزيل الآيات» عن أبي صالح بمثل ما سبق. (٢)
وممن رواه عن ابن عباس صاحب أرجح المطالب ص ٥٤ طبع لاهور ، والعلّامة إسماعيل النقشبندي «في مناقب العترة».
أضف إلى ذلك أنّ من البعيد أن يخفى على ابن عباس حبر الأُمّة ما اطّلع عليه عيون الصحابة وأُمّهات المؤمنين ، وقد أنهى بعض الفضلاء السادة (٣) عدد رواة الحديث من الصحابة إلى تسعة وأربعين صحابياً. وجمعها من مصادر الفريقين في الفضائل والمناقب.
وأمّا عكرمة
فقد ثبت تقوّله بذلك كما عرفت ، لكنّ في نفس كلامه دليلاً واضحاً على أنّ
__________________
(١). شواهد التنزيل : ٢ / ٣٠.
(٢). تنزيل الآيات : ٢٤ «مخطوط» منه نسخة في جامعة طهران. لاحظ إحقاق الحق : ١٤ / ٥٣.
(٣). آية التطهير في حديث الفريقين.