بسم الله الرحمن الرحيم
المقدّمة
إنّ حقيقة الإنسان وقيمته الواقعية تكمن في علمه ومعرفته ، وعلى أقلّ تقدير انّها تشكّل الجزء الأهم في شخصيته ، فالإنسان العاري من العلم والمعرفة إنسان غير متكامل ، بل لا بدّ من إدراجه ووضعه في ضمن قائمة البهائم ، ولقد أفرغ الشاعر الإيراني مولوي هذه الحقيقة في بيت من الشعر يخاطب فيه الإنسان بما معناه :
أيّها الإنسان إنّما حقيقتك علمك ومعرفتك ، وما عدا ذلك تكون مجموعة من العظام والعصب.
كما أشار الشاعر العربي المعروف المتنبّي إلى هذا المعنى وتلك الحقيقة بقوله :
لو لا العقولُ لكانَ أدنى ضَيغَمٍ |
|
أدْنى إلى شرف من الإنسانِ (١) |
ولقد حاز ربيب الرسول الأكرم وسيد الأوصياء وإمام العلم والبلاغة أمير المؤمنين قصب السبق في هذا المجال حيث عبّر عن تلك الحقيقة بأبلغ عبارة وأفصحها عند ما قالعليهالسلام :
__________________
(١). ديوان المتنبي : ٤ / ٣٠٨.