١٥
التوسّل بالأسباب والتوحيد في الربوبية
سؤال : هل التوسّل بالأسباب الطبيعيّة والماديّة يُعدُّ شركاً؟
الجواب : إنّ التوسّل بالأسباب الطبيعية والمادية لا يُعدُّ شركاً عند جميع الشعوب والأديان ، فلا تجد شعباً أو أُمّة تعدّه من الشرك ، بل انّ أساس حياة الإنسانية قوامه بالاعتماد على هذه الأسباب الطبيعية ، ولكنّ الوهابيّين اعتبروا التمسّك بالأسباب غير الطبيعية والعادية نوعاً من الشرك ، وتصوّروا أنّ الاعتقاد بتأثير تلك الأسباب ملازم للاعتقاد بألوهيّتها ، وبنوا على هذا التصوّر أنّ التوسّل بها يُعدُّ عبادة لها.
إذا اعتقد إنسان ما ـ حقّاً أو باطلاً ـ أنّه يوجد لنيل مرامه طريقان : أحدهما : طبيعي ، والآخر : غير طبيعي ؛ فينبغي عليه أن يسلك الطريق الطبيعي في حال توفّره لنيل مطلوبه. وإذا لم يتسنّ له الوصول إلى غرضه من خلال الطريق الطبيعي ، فبإمكانه أن يسلك الطريق الغير الطبيعي الذي سيوصله إلى الغرض بعد طيّ مقدّمات وشرائط خاصة. فحينئذٍ إذا سلك الإنسان الطريق الطبيعي بهذه النيّة معتقداً أنّ الله قد منحها التأثير. (١)
__________________
(١). «هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً ...» (يونس : ٥).