١٨
طلب الشفاعة من الأولياء ومسألة الشرك
سؤال : هل طلب الشفاعة من أولياء الله يُعدُّ شركاً في العبادة؟
الجواب : لا شكّ أنّ الشفاعة حقّ خاص بالله سبحانه ، فالآيات القرآنية ـ إضافة إلى البراهين العقلية ـ تدلّ على ذلك كقوله تعالى : (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً ...). (١)
ومع الالتفات إلى هذا الأصل نذكر أنّه قد دلّت آيات كثيرة أُخرى على أنّ الله تعالى أذن لفريق من عباده أن يستخدم هذا الحقّ ويشفع ـ في ظروف خاصة وشروط معينة ـ حتّى أنّ بعض هذه الآيات صرّحت بخصوصيات وأسماء طائفة من هؤلاء الشفعاء ، كقوله تعالى :
(وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى). (٢)
كما أنّ القرآن أثبت «المقام المحمود» لنبي الإسلام محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال سبحانه :
__________________
(١). الزمر : ٤٤.
(٢). النجم : ٢٦.