صاحب المقالة في التشبيه ، وهشام بن سالم الجواليقي الذي نسج على منواله في التشبيه ... ثم قال : قال هشام بن سالم أنه تعالى على صورة إنسان أعلاه مجوّف وأسفله مصمت وهو نور ساطع يتلألأ وله حواس خمس ويد ورجل وأنف وأذن وفم وله فروة سوداء ... وغلا هشام بن الحكم في حق علي رضي الله عنه حتى قال : إنه إله واجب الطاعة ...] (١).
انظر أخي القارئ بعين الإنصاف كيف أن الأحقاد الاعتقادية لا تبقي ولا تذر ، وكان يفرض على الشهرستاني وأمثاله في عصرنا الحاضر الذين يحكمون على الشيعة بأحكام متسرّعة أن يحيطوا علما بمعتقدات الإمامية الحقة التي هي اعتقادات الإسلام الحنيف وأنّ دعاته العلماء أصحاب الأئمة عليهمالسلام هم خيرة المؤمنين المخلصين ، قد ضحّوا بالنفس والنفيس في إعلاء كلمة الدين وترويج أحكام شريعة سيد المرسلين.
ولعلّ منشأ التسرّع في الحكم على الهشامين سببان :
الأول : الحقد على رجالات الشيعة لانتسابهم للعترة الطاهرة عليهمالسلام.
الثاني : ظاهر بعض النصوص الذامّة لهما والمادحة أيضا ، إضافة إلى وجود أخبار تنص (٢) على أن هشام بن الحكم كان يقول بأنه تعالى جسم لكن لا كالأجسام وهشام بن سالم يقول بالصورة.
يجاب عن هذه النصوص :
أولا : إن الروايات الذامّة لهما بأجمعها ضعيفة وموضوعة لا يمكن الاعتماد عليها إضافة لوجود روايات معارضة لها تدلّ على أن هشام بن الحكم لم يكن قائلا بالجسم (٣) كما في رواية الكليني في باب إطلاق القول بأنه شيء ح ٦.
ثانيا : لو سلّمنا جدلا بأنّ هشاما كان يطلق لفظ الجسم عليه تعالى إلّا أنه خطأ في استعمال اللفظ في خلاف معناه ، فهو خطأ في الإطلاق لا في الاعتقاد (٤).
__________________
(١) الملل والنحل : ج ١ ص ٨٥.
(٢) أصول الكافي : ج ١ ص ١٠٤ ح ١ ، ٤ ، ٥.
(٣) معجم رجال الحديث للخوئي : ج ١٩ ص ٢٩٣.
(٤) معجم رجال الحديث : ج ١٩ ص ٢٩٣.