على الأخذ بها : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً (٨٤)) (النساء / ٨٤) (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) (النساء / ٦٠) ، وما هذا الطرح إلّا تجديدا لمقولة عمر بن الخطاب «حسبنا كتاب الله».
وأما الأمر الخامس : وهو دعواه عدم وجود دليل لفظي أو عقلي يصرف من خلاله اللفظ عن الظاهر فهي دعوى خالية من البرهان ، بل بالعكس فإنّ الأدلة العقلية كثيرة تقدّم شطر منها ، وأما الأدلة النقلية فذكرنا بعضا منها في كتابنا هذا ، والبقية نحيله للاطلاع عليها إلى المجامع التفسيرية عند الشيعة الإمامية ، نعم لا توجد عند العامة حتى الرواية الواحدة من هذا القبيل ، فما ادّعاه من أنه «لم يجد شيئا من هذين ـ أي الدليل اللفظي والعقلي ـ في موضع هذه الآية» صحيح حيث إن العامة لا يستدلون على تنزيه الباري بالعقل كما لا يعتمدون على العقل في تأويل النقل لذا أخذوا الآية على ظاهرها جريا على غيرها من الآيات الدالة بظاهرها على جواز رؤيته يوم القيامة (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٣) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٤)).
٢ ـ الآية الثانية : قوله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٣) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٤)) (القيامة / ٢٣ ـ ٢٤).
«ناضرة» من «النضرة» وهي البهجة التي يحصل عليها الإنسان عند وفور النعمة والرفاه عليه.
«والناظرة» أي المنتظرة لثواب ربّها.
وجه استدلال الأشاعرة بالآية :
أن النظر إذا كان بمعنى الانتظار فإنه يستعمل بغير صلة ويقال : «انتظرت».
وإذا كان بمعنى الرؤية فإنه يتعدى ب «إلى». والنظر في هذه الآية قد استعمل بلفظ «إلى» فيحمل على الرؤية (١).
يرد عليه :
أولا : إن النظر بالعين يستلزم الجسمانية وكونه محدودا في جهة معيّنة وهو
__________________
(١) لاحظ شرح التجريد للقوشجي : ص ٣٣١ ط حجري.