والكبرياء ذاتا وصفة غير أن ألفة الإنسان وأنسه في ظرف حياته بالآحاد العددية جعل لله شريكا في العبادة ليوصله إلى الذات المطلقة.
ثانيا : إن الوثنيين يعترفون بوجود إله واحد ، لكنهم يشركون معه مدبرين يديرون النظام الكوني استقلالا وأصالة ، وكذا أصحاب الديانات المنحرفة بعد ذهاب رسلها كاليهودية والمسيحية فإنهم يعترفون بوجود صانع واحد إلّا أنهم معتقدون بالتجسيم أو الحلول وهما شيئان لا علاقة لهما بحقيقة الصانعية أو الواحدية ، وإنما طرءا على الذات المقدسة بنظرهم بعد خلقه لبعض العباد وهذا باطل بالضرورة كما تقدم معنا مرارا فلا نعيد.
ويقسّم المتكلمون التوحيد إلى أقسام :
الأول : التوحيد الذاتي.
الثاني : التوحيد العبادي.
الثالث : التوحيد الصفاتي.
الرابع : التوحيد الأفعالي.
والمصنف عليه الرحمة بحث في الجميع صريحا ، أما الأول ففي الباب الأول ، وأما الثالث والرابع ففي الباب الثالث ، وفي هذا الباب بحث في الأوّلين بشكل إجمالي ، ونحن نزيدهما إيضاحا وتفصيلا وبه نستعين.
* * *