له ـ بنظر مؤيديه ـ أن يتحدث بما يعتقد أنه لصالح المسلمين ، كذا يحق لنا أن نردّ ما نراه ضررا على الإسلام والمسلمين. فمحبوه يرون الذبابة في أعين غيرهم ولا يرون الخشبة في عينيه وكأنّ ما يتفوه به هذا البعض كلام منزل من عند علّام الغيوب لا يجوز نقضه أو مناقشته!!
إن محاولة التغريب والتشويه تستدعي من الجميع : علماء ومفكرين ومتعلمين شحذ الهمم وتشمير السواعد بالوقوف في وجه الصدمات التشكيكية التي يثيرها البعض هنا وهناك ، ومحاربتها بالأساليب العلمية والفلسفية المعتمدة على الكتاب وسنة النبي وآل بيته الكرام وإلّا عدّ الواقف دون ذلك كالنافخ في غير ضرام. إنّ عقيدة الإمامية بما تملكه من ثراء فكري وفلسفي هي أجلّ من أن يستزلها تكاتف المشككين وصراخ الحاقدين ما دام هناك من يقف بجانبها ويذبّ عنها ضربات العفاريت ، من هنا ورد عن مولانا الامام العسكري عليهالسلام فقال : (قال : جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام : علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته يمنعونهم عن الخروج عن ضعفاء شيعتنا ، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته والنواصب ، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن أبدانهم) (١).
إنّ علينا أن نرفد أمتنا بالعقائد الصحيحة ، ونصونها من التلوث والفساد والانحلال بما تفرزه المادية من سموم ثقافية ، تخرج بشخصية المسلم عن حدّ الاعتدال ، وتذهب بأصالته وتجعله بذلك إحدى نفايات أمته التي تضعف تماسكها ، وتوهن قوتها.
ومن منطلق الحرص على مسيرة الثقافة الامامية وتقديمها إلى الشباب المتطلع إلى واقع الدين لا سيما إلى طلاب الحوزات العلمية والأساتذة أحببت تقديم مجموعة محاضرات كلامية وفلسفية شرحا لكتاب عقائد الإمامية للعلامة الفقيد الشيخ محمد رضا المظفر قدّس سره وجعل الجنة مثواه ؛ مختصرا المطالب بأسلوب علمي منظّم لا لبس فيه ولا تعقيد ليكون زادا للمعلم والمتعلم ، وأسميته ب «الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية» راجيا منه تعالى أن يعفو عن والديّ
__________________
(١) الاحتجاج للطبرسي : ج ١ / ٨.