للأصنام متخذيها شفعاء لهم عنده تعالى ، حيث كانوا يقدّمون لها القرابين والهدايا ويتقرّبون إليها بالمناسك والمشاعر ، وهؤلاء هم الدهماء من العرب (١).
الصنف الثالث :
عبدة أصنام الكواكب وهؤلاء كانوا يعبدون صور الكواكب أي أنهم جعلوا أصناما على صور الكواكب التي لها أفول وطلوع بالليل والنهار ، فتغيب عنهم خلال ذلك فصنعوا أصناما مشابهة لها في الصورة بحيث لا تغيب عنهم كما تغيب تلك الكواكب ، فعكفوا عليها عابدين وطلبوا الحوائج (٢) منها ، وهذا بدوره دليل على إثبات الألوهية لها كما حكى سبحانه عنهم بقوله تعالى :
(ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) (الزمر / ٤).
الصنف الرابع :
عبدة صور الأشخاص ، وهؤلاء كانوا يعبدون أصناما مشابهة لصور بعض الأولياء عندهم كانوا قد جعلوهم وسائل إليه تعالى كودّ وسواع ويغوث ويعوق ونسرا واللّات والعزّى ومناة وهبل وأساف ونائلة ، فكان ود لكلب وهو بدومة الجندل ، وسواع لهذيل وكانوا يحجون إليه وينحرون له ، ويغوث لمذحج ، ولقبائل من اليمن ، ويعوق لهمدان ، ونسر لذي الكلاع بأرض حمير ، وكانت اللّات لثقيف بالطائف ، والعزّى لقريش وجميع بني كنانة وقوم من بني سليم ، ومناة للأوس والخزرج وغسّان ، وهبل أعظم الأصنام انتشارا عندهم ، كان على ظهر الكعبة ، وأساف ونائلة على الصفا والمروة ، وضعهما عمرو بن لحى وكان يذبح عليهما تجاه الكعبة ، وزعموا أنهم كانا من جرهم ، أساف بن عمرو ونائلة بنت سهل تعاشقا ففجرا في الكعبة فمسخا حجرين ، وقيل أنهما صنمان جاء بهما عمرو بن لحي فوضعهما على الصفا (٣) ، فكان اعتقادهم بها باعتبار كونها وسائط وشفعاء إلى الروحانيات(٤).
__________________
(١) الملل والنحل للشهرستاني : ج ٢ ص ٢٣٦.
(٢) نفس المصدر : ج ٢ ص ٢٥٩.
(٣) الملل والنحل للشهرستاني : ج ٢ ص ٢٣٧.
(٤) نفس المصدر : ج ٢ ص ٥٠.