والمسمى ، من هنا أورد الإمام الصادق عليهالسلام على هشام بن الحكم حيث قال :
«يا هشام ، الله مشتق من إله ، وإله يقتضي مألوها ، والاسم غير المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ، ولم يعبد شيئا ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد الاثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد ، أفهمت يا هشام؟!
قال : زدني.
قال عليهالسلام : لله تسعة وتسعون اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها ولكنّ الله معنى يدلّ عليه بهذه الأسماء وكلها غيره ...» (١).
ففائدة الأسماء ترجع إلى معرفة الذات ، وإلّا لامتنع إدراكها لذا اختار لنفسه أسماء وصفات ليدعوه بها لكي يعرفوه حق المعرفة.
ـ ففائدة إثبات الصفات عموما ، والثبوتية خصوصا ، أن هذه المفاهيم كالعلم والحياة والقدرة ، هي كمالات للذات لا تنفك عنها أبدا ؛ لأنه سبحانه لا يتجمّل بغير ذاته ، وإنما يفعل ذلك المخلوق الذي تفاض عليه الكمالات من جهة أخرى ، فكمالات المخلوق غير لازمة له ، بل هي مجعولة بجعل مستقل ، بل جعلها تابع لجعل الذات وجودا وعدما ، فإذا كانت الذات مجعولة فلوازمها مجعولة بذلك الجعل ، وإن كانت غير مجعولة كانت لوازمها غير مجعولة ، لذا قيل إن صفاته تعالى واجبة الوجود بوجوب الذات ، «فصفاته لوازم ذاته ، ولوازم الذات لا تستدعي جعلا مستقلا» (٢).
وهذه الصفات مشتركة بين الخالق والمخلوق كالعالمية مثلا فحينما تقول : «زيد عالم» و «الله عالم» لا يمكننا أن نقصد نفس المعنى من اللفظ المشترك ، لأنّ العالمية عند زيد مختلفة تماما عن العالمية الموجودة عند الله تعالى ، فاللفظ المشترك واحد في كلا المثالين إلّا أنه مختلف في الجوهر من حيث الاستيعاب والشمولية ، فلا بدّ من مائز يميّز تلك المعاني المختلفة واقعا وجوهرا ، المتحدة ظاهرا وبحسب اللفظ ، فاستدعى ذلك الاختلاف إلى إيجاد تقسيم لتلك الصفات المشتركة ، فقسّمت إلى ذاتية وعرضية ، فهي بالنسبة لله عزوجل ذاتية يستحيل
__________________
(١) أصول الكافي : ج ١ ص ١١٤.
(٢) الأسفار : ج ٦ ص ١٢٨.