الصفة الثبوتية (٢)
«العلم»
تعريفه :
من جملة صفاته الثبوتية كونه تعالى عالما ، والعالم هو المتبيّن له الأشياء بحيث تكون حاضرة عنده غير غائبة عنه (١).
وقد عرّفه المنطقيون بكونه حضور صور الأشياء في الذهن أو انطباعها فيه ، أو أنه عبارة عن ظهور الأشياء وانكشافها للنفس ، فالإنسان الذي لم يكن عالما بمسألة معيّنة ثم ظهرت له ، يحصل له حالة لم تكن حاصلة من قبل وهي ظهور المسألة له وانكشافها لديه.
التعريف الثاني للعلم بكلا شقيه يعدّ ناقصا لعدم انطباقه على بعض أقسام العلم ، لانقسام العلم إلى حصولي وحضوري ، والتعريف المذكور يناسب الأول دون الثاني.
فالأوفق بالتعريف أن يقال :
إنه عبارة عن حضور المعلوم لدى العالم ليشمل الحصولي والحضوري ، لأنّ الأول عبارة عن حضور الصور الذهنية دون الحقائق الواقعية خارجا ، والثاني هو حضور نفس واقعية المعلوم من دون وسيط بينهما وبين العالم ، ففي الحصولي يعتبر الذهن وسيطا بين الصورة والإنسان ، أما الحضوري فعلى العكس من ذلك ، حيث تكون ذات الإنسان حاضرة لديه ، فعلى هذا يكون التعريف الأخير شاملا للممكن والواجب. ولا يمكن انطباق التعريف المنطقي على الذات الإلهية المقدّسة وذلك لأمرين :
__________________
(١) باب حادي عشر : ص ٣٧.