الصفة الثبوتية (٣)
«القدرة»
التعريف :
القدرة عبارة عن كيفية قائمة بالذات يصح باعتبارها أن تفعل الذات وأن لا تفعل.
والقادر : هو الفاعل الذي يؤدي عمله بإرادته واختياره ، وعكسه الفاعل الموجب أو المضطر الذي يؤدي الفعل من دون إرادة منه واختيار.
الفرق بين الفاعل المختار والموجب :
قد فرّق بينهما بوجوه :
الأول : إنّ القدرة متقدمة على الفعل في المختار دون الموجب حيث لا ينفكّ عنه كالشمس في إشراقها ، والنار في إحراقها ، فالشمس موجبة أي فاعلة غير مختارة ، وفعلها عبارة عن إشراقها بحيث لا ينفكّ عنها ، وكذا النار موجبة وهي لا تنفك عن الإحراق ، فالإشراق والإحراق من لوازم الشمس والنار.
وبهذا الوجه يعلم أنّ الكافر مكلّف بالإيمان حال كفره ، فلو لم يكن قادرا عليه حينئذ لزم التكليف بما لا يطاق ، إضافة إلى أننا قادرون على الجلوس حال القيام ، ودفعه مكابرة.
وبه يعلم أيضا وجه الفرق بين المخيّر والمسيّر لأنّ بعض العامة ذهبوا إلى أن القدرة أو الاستطاعة مقارنة للفعل وليست متقدمة عليه ، ولازم هذا أن يكون الإنسان مجبرا على أفعاله وتصرفاته لا يملك من أمره حرية الاختيار ، وهو بديهي البطلان لمنافاته لحكمته تعالى ولنسبة الظلم إليه تعالى ، وهذا بخلاف ما ذهبت إليه العدلية القائلون بأن القدرة متقدمة على الفعل ، فالقادر مستطيع على الفعل