تقدم قبحه فلا يصدر منه عزوجل.
الشبهة الخامسة :
لا تتعلق قدرته على عين مقدورنا.
ذهب الجبائيان : إلى أنه تعالى لا يقدر على عين مقدور العبد وإلّا لزم اجتماع الوجود والعدم على تقدير أن يريد الله إحداثه والعبد يريد إعدامه ، مثاله :
أنه لو أراد العبد القيام ، وأراد الله تعالى منه الجلوس يلزم منه اجتماع النقيضين لأنه من باب اجتماع قادرين على مقدور واحد وهو باطل.
بيان ذلك :
إنّ المقدور من شأنه الوقوع عند داعي القادر عليه ، والبقاء على العدم عند وجود صارفه ، فلو كان مقدور واحد واقعا من قادرين وفرضنا وجود داعي أحدهما ووجود صارف الآخر في وقت واحد ، لزم أن يوجد بالنظر إلى الداعي وأن يبقى على عدمه بالنظر إلى الصارف ، فيكون موجودا وغير موجود وهما متناقضان ، وهذا خلف.
والجواب :
إن كون المقدور مشتركا إنما يمكن إذا أخذ غير مضاف إلى أحدهما ، أما بعد الإضافة إلى أحدهما فيمتنع فيه الاشتراك من حيث تلك الإضافة ، فالمقدور غير المضاف يمكن إضافته إلى كل واحد منها على سبيل البدل ، وهو المراد من كون مقدور أحدهما مقدورا للآخر ، وحينئذ لا يلزم اجتماع النقيضين ، لأنّ بقاء المقدور على العدم عند وجود صارف قادر معيّن ممنوع ، بل عند ارتفاع مطلق الداعي ووجوب الصوارف كلها وليس الأمر كذلك فيما نحن فيه (١).
__________________
(١) نهج المسترشدين : ص ١٩٣.