الصفة السلبية (١)
أنه تعالى ليس بمركّب
المركّب هو ما له جزء ، ونقيضه البسيط وهو ما لا جزء له ، سواء كان جزءا خارجيا أم ذهنيا ، وكلاهما منتفيان عنه تعالى ، وإلّا لو كان مركّبا لكان مفتقرا إلى أجزائه أي إلى كل واحد من أجزائه واللازم باطل ـ أي افتقاره إلى كل واحد من أجزائه ـ فالملزوم ـ وهو كونه مركّبا ـ باطل مثله.
وبتوضيح آخر نقول : إن وجه استحالة التركيب في ذاته تعالى أن كل مركّب مفتقر إلى جزئه ، والجزء مغاير للكل ، فيكون ممكنا ، ويستحيل أن يتركّب من غيره لاستحالة انفعاله عن الغير فلا جزء له ولا جنس ولا فصل فلا حدّ له ، ولا يكون واجبا لذاته ولغيره معا لأنّ وجوبه بذاته يستدعي استغناءه عن غيره ، ووجوبه لغيره يستدعي افتقاره إليه فيكون واجبا مفتقرا معا وهو محال.
أقسام المركّب :
ينقسم المركّب إلى قسمين :
الأول : التركيب الخارجي :
كتركيب الشيء من أجزاء خارجية مؤلّفة من عناصر مختلفة ، كل جزء منها يحتاج الجزء الآخر ليؤلّف عملية التركيب ، وهذا مما يتنزّه عنه الباري عزوجل ، فلو افترضنا أن هذه الأجزاء واجبة الوجود تعدّدت الآلهة مما يعني تعدد القدماء وهو باطل.
ولو كانت هذه الأجزاء ممكنة فهي قطعا محتاجة إلى غيرها ، ولاستدعى احتياجه إليها وكلاهما باطل.
الثاني : التركيب الذهني :
هو الشيء المنحل عند العقل إلى أمرين : جنس وفصل ، كالحيوانية والناطقية