فالأول هو المراد عند الفلاسفة وفي المنطق لشدة الاحتياج إليه في العلوم الاستدلالية.
وفي هذه النقطة تبحث عدة أمور :
الأمر الأول :
هل النظر يفيد العلم ، بمعنى أن كل من نظر حصل له العلم أم لا؟
اختلف الفلاسفة فيه على رأيين :
الأول :
القول بعدم الملازمة أي أنه ليس هناك ملازمة بين النظر وحصول العلم ، واستدل عليه :
أولا : بأنه إن كان حصول العلم بالنتيجة ضروريا لزم اشتراك العقلاء فيه على حدّ سواء في حين أننا نرى مخالفة بعض الناس لبعض الأحكام الضرورية مثاله : ان الناس يعتقدون بحدوث العالم ، وهذه قضية ضرورية عند العقلاء ، ولكن في نفس الوقت تجد أناسا ينكرون هذه القضية الضرورية كالسفسطائيين مثلا.
أما إن كان حصول العلم بالنتيجة نظريا فيلزم منه التسلسل لأنّ الإفادة تحتاج إلى نظر ، والنظر يحتاج إلى نظر آخر وهكذا إلى ما لا نهاية له.
ولكن ينقض عليه :
أننا نختار كون النظر مفيدا ومحصّلا للعلم بالبداهة في أكثر الأحيان ، لأنّ الوجدان حاكم بحصول العلم بالأمر البديهي لو نظر بأنصاف إلى الصغرى والكبرى أعني في المثال :
ـ إن العالم حادث.
ـ وكل حادث متغير.
ـ فالعالم متغير.
فالمقدمتان الصغرى والكبرى أمران بديهيان يترتّب عليهما صدق النتيجة التي هي أمر بديهي.
ولا يلزم اشتراك جميع الناس في الأمور البديهية ، ومردّ اختلافهم في بعض الأمور الضرورية إنما هو نتيجة عدم تصور الأطراف ، أو عدم تصوّر الموضوع