الصفة السلبية (٣)
أنه ليس بجسم
ولا عرض ولا جوهر
لو اتّصف سبحانه بهذه الصفات الطارئة لا فتقر إلى المكان ، ولامتنع انفكاكه من الحوادث فيكون حادثا وهو محال.
وعلى هذا المعتقد عامة العدلية ، وخالفهم بذلك بعض المتلبّسين بالإسلام يطلق عليهم لقب «المجسّمة» أتباع داود الظاهري وأحمد بن حنبل والكرامية حيث اعتقدوا أن الله تعالى جسم له طول وعرض وعمق.
ويستدل على المدّعى :
أولا : لو كان سبحانه جسما أو عرضا لكان ممكنا ، وهو خلف كونه واجب الوجود ؛ فيثبت المطلوب ويبطل نقيضه.
بيان ذلك :
إنّا نعلم بالضرورة أن كل جسم فهو مفتقر إلى مكان ، وكل عرض فهو مفتقر إلى محل أو حيّز ، والمحل غير الجسم والعرض ، فيفتقران حينئذ إلى غيرهما وهما المحل والحيّز ، والمفتقر إلى غيره ممكن ، ولو كان الباري عزوجل جسما وعرضا لكان ممكنا وهو باطل.
ثانيا : أنه لو كان جسما أو عرضا أو جوهرا لكان حادثا وهو محال.
بيان ذلك :
إن كل جسم لا يخلو من الحوادث ، وكل ما لا يخلو من الحوادث فهو حادث : فلأن الحادث لو لم يكن حادثا لكان قديما ، وقد دل الدليل على بطلان كون الحادث قديما ، فلو كان الله سبحانه جسما لكان حادثا لكنه قديم فيجتمع