الصفة السلبية (٦)
أنه تعالى ليس في جهة
وجوب وجوده يقتضي أن لا يكون في جهة لأنّ الضرورة قاضية بأن كل ما هو في جهة فإما أن يكون لابثا فيها أو متحركا عنها وهما من لوازم الحدوث ، وعلى هذا فهو لا ينفك عن الحوادث ، وكل ما لا ينفك عن الحوادث فهو حادث.
وقد خالف العقلاء جماعة من الأشاعرة وأصحاب أبي عبد الله بن الكرّام حيث قالوا أنه تعالى في جهة فوق العرش لا نهاية لها ، وقال قوم منهم أنه تعالى على العرش كما يقول المجسّمة واستدلّوا عليه بآيات متشابهات منها قوله تعالى :
(الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (طه / ٦).
إضافة إلى أن المؤمن إذا دعا رفع يديه إلى السماء.
يلاحظ على هذا :
أولا : إن الاستواء على العرش كناية عن تسلّط القدرة الإلهية وإحاطتها الكاملة بعوالم الوجود ، ونفوذ أمره وتدبيره لجميع الكائنات على الإطلاق.
«والعرش» لغة كناية عن القدرة غالبا كأن يقال : فلان قد أنزلوه عن عرشه أو أزاحوه عنه أي أنهم قد أنهوا حكمه وقدرته لأنه كان جالسا على كرسي كبير ، إذ إن الجلوس على الكرسي ليس له أيّة ميزة أو خصوصية للتسلط.
فقد ورد عن مولى الثقلين عليهالسلام في حديث (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى).
قال : استوى تدبيره وعلا أمره (١).
__________________
(١) تفسير الميزان : ج ١٤ ص ١٢٨ نقلا عن الاحتجاج.