المعتقد بوجوده سبحانه لتعميق فكره بمفاهيم الخالق كإثبات وجوده عزوجل وتثبيت صفاته وأفعاله.
الثانية : غاية هجومية ؛ ولا يراد منها الدفاع عن مفاهيم واجب الوجود فحسب بل تتعداها إلى ما هو أهم وهو صدّ الهجمات التي تطرأ من قبل المشككين والسوفسطائيين والملحدين ، وترشيد الضالين ، وإزاحة الشبه عن نفوس المشكّكين.
التنبيه الثالث : أنواع المعرفة :
إن الفائدة المتوخاة من الخوض في المعرفة هي إيجاد العلاج الناجع للمسائل الأساسية التي تعترض معتنقي الرؤية التوحيدية من قبل أصحاب المدرسة المادية بالتعبير العصري ، أو أصحاب المدرسة الدهرية بتعبير القدماء.
وأول الأسئلة التي تواجه الموحّد :
ما هي الطرق التي لا بدّ أن يسلكها لعلاج تلك الشبهات التي تعترض طريقه؟
الجواب :
أن هناك طرقا يمكن بواسطتها أن تعطى الأجوبة التفصيلية عن كل ما يرد في خاطر الفكر المادي ، والوقوف بوجهه بمنطق الحجة والبرهان ، وهذا ما تتكفل به الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام وهما قسمان من المعرفة الإلهية.
وملخّص القول : أن المعرفة نوعان :
ـ المعرفة الحصولية.
ـ المعرفة الحضورية.
إن هذا التقسيم لأنواع المعرفة هو لون من ألوان التقسيم العقلي الدائر بين السلب والإيجاب ، ولهذا لا يمكن أن يفرض قسم ثالث في عرض هذين القسمين ، أي أن المعرفة لا تخرج عن أحد هذين القسمين.
نعم هناك أنواع أخر من المعرفة كالمعرفة التجريبية والتعبدية إلّا أنهما يندرجان تحت أحد القسمين المتقدمين أعني المعرفة الحصولية ؛ لأن المعرفة التجريبية تعني أنها تعتمد على الحس والتطبيق للوصول إلى المجهول ، وهذه بدورها تستند على العقل في تجريد المدركات الحسية وتعميمها وأما المعرفة