الباب السابع
عقيدتنا في البداء
قال المصنّف (قدسسره) :
البداء في الإنسان أن يبدو له رأي في الشيء لم يكن له ذلك الرأي سابقا ، بأن يتبدل عزمه في العمل الذي كان يريد أن يصنعه إذ يحدث عنده ما يغيّر رأيه وعلمه به ، فيبدو له تركه بعد أن كان يريد فعله ، وذلك عن جهل بالمصالح وندامة على ما سبق منه.
والبداء بهذا المعنى يستحيل على الله تعالى لأنه من الجهل والنقص ، وذلك محال عليه تعالى ولا تقول به الإمامية. قال الصادق عليهالسلام : «من زعم أن الله تعالى بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم» ، وقال أيضا : «من زعم أن الله بدا له شيء ولم يعلمه أمس فابرأ منه».
غير أنه وردت عن أئمتنا الأطهار عليهمالسلام روايات توهم القول بصحة البداء بالمعنى المتقدم ، كما ورد عن الصادق عليهالسلام : «ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني» ولذلك نسب بعض المؤلفين في الفرق الإسلامية إلى الطائفة الإمامية القول بالبداء طعنا في المذهب وطريق آل البيت ، وجعلوا ذلك من جملة التشنيعات على الشيعة.
والصحيح في ذلك أن نقول كما قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ). ومعنى ذلك أنه تعالى قد يظهر شيئا على لسان نبيّه أو وليّه أو في ظاهر الحال لمصلحة تقتضي ذلك الإظهار ، ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر أولا ، مع سبق علمه تعالى بذلك ،