الباب التّاسع
عقيدتنا في النبوة
قال المصنف «قدّس سره» :
نعتقد أن النبوة وظيفة إلهية وسفارة ربانية ، يجعلها الله تعالى لمن ينتجبه ويختاره من عباده الصالحين وأوليائه الكاملين في إنسانيتهم ، فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية إرشادهم إلى ما فيه منافعهم ومصالحهم في الدنيا والآخرة ، ولغرض تنزيههم وتزكيتهم من درن مساوئ الأخلاق ومفاسد العادات ، وتعليمهم الحكمة والمعرفة وبيان طريق السعادة والخير ، لتبلغ الإنسانية كمالها اللائق بها ، فترتفع إلى درجاتها الرفيعة في الدارين. دار الدنيا ودار الآخرة.
ونعتقد أن قاعدة اللطف ـ على ما سيأتي معناها ـ توجب أن يبعث الخالق اللطيف بعباده رسله لهداية البشر وأداء الرسالة الإصلاحية وليكونوا سفراء الله وخلفائه كما نعتقد أنه تعالى لم يجعل للناس حق تعيين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أو ترشيحه أو انتخابه ، وليس لهم الخيرة في ذلك ، بل أمر كل ذلك بيده تعالى لأنه (أعلم حيث يجعل رسالته).
وليس لهم أن يتحكموا فيمن يرسله هاديا ومبشرا ونذيرا ، ولا أن يتحكموا فيما جاء به من أحكام وسنن وشريعة.
* * *
نبحث في النبوة من عدة جهات :
الجهة الأولى : في معناها لغة واصطلاحا :
المعنى اللغوي : النبوة مأخوذة من «نبأ» وهو الخبر ، والجمع «أنباء» ومنه