إيجاد المعجزة كما سوف يأتي تعليل ذلك بعد أسطر.
الشرط الثالث :
أن تكون المعجزة في زمان التكليف وقبل قيام الساعة بمدة غير يسيرة ، أما لو كانت المدة قريبة كما في الفترة التي يغلق فيها باب التوبة قبل أيام من قيام الساعة فلا معجزة حينئذ لقرب فناء وتبدّل القوانين الطبيعية لدلالة ذلك على انقطاع زمن التكليف.
الشرط الرابع :
أن يكون قيام المعجزة بعد دعوى النبوة مباشرة أو بحكم المباشرة كأن يقيم المعجزة بعد ادعائه النبوة بحيث تكون المعجزة مقارنة زمانا للدعوة ، فلو تقدمت الخوارق على الدعوى فلا تسمّى معجزة بل كرامة أو إرهاص ، فيكونان بمثابة إشعار وإعلام بقرب مجيء نبي وحصول معجزة له ، وليس دائما تكون الكرامة إرهاصا أو مقدمة لظهور نبي بل هي أعم من ذلك إذ قد تصدر الكرامة بعد ادّعاء النبوة فتارة تصدر من نفس النبي وأخرى من الأولياء والصلحاء العبّاد.
الشرط الخامس :
أن لا توجب المعجزة تكذيبا لمدّعيها كما لو نطق الضب فقال أنه كاذب فلا يعلم صدقه بل يزداد اعتقاد كذبه.
الجهة الثالثة : في الفرق بين الكرامة والإرهاص والمعجزة المعكوسة :
الكرامة نوع إعجاز خارق للعادة أيضا تماما كما في المعجزة لكنّ الكرامة غير مقرونة بالتحدّي بعكس المعجزة كما تقدم آنفا ، فيصح أن يقال للكرامة معجزة بالمعنى اللغوي العام لأنها مما يعجز عن الإتيان بمثلها أغلب البشر ، وقد وقع النزاع بين المعتزلة والأشاعرة في جواز إظهارها على أيدي الصالحين ، فذهب جمهور العامة والشيعة كافة وبعض المعتزلة إلى الجواز ، والمشهور عندهم عدم الجواز.
استدلال الإمامية والأشاعرة :
استدلّوا على صحة حصول المعجزة إكراما للأولياء وإظهارا لعلوّ شأنهم بثلاثة وجوه :
الأول : ظهورها على يد السيدة مريم عليهاالسلام حيث كانت تأكل من فاكهة