فيتلخّص مما قالوا ما يلي :
ألف : إنّ العصمة عبارة عن قوة علم ويقين يهبه الباري عزوجل لبعض عباده المخلصين.
باء : إنّ العصمة لا تلجئ على الفعل أو الترك.
تاء : إنّ العصمة ليست مقتصرة على فعل الطاعات أو ترك المعاصي والمحرمات بل تشمل كل ما ينافي تبليغ الدعوة وقبولها حتى لو كان المنفّر مباحا بالعنوان الأولي.
النقطة الثانية : ماهية العصمة :
حقيقة وماهية العصمة أو السبب الداعي إليها ما هو إلّا عبارة عن برهان إلهي يهبه لمستحقه من الأنبياء والأولياء عليهمالسلام ، وهناك رأيان يوضّحان ماهيتها أو السبب الداعي إليها :
الرأي الأول :
إنّ حقيقة أو سبب العصمة هي عبارة عن تقوى يتحلّى بها صاحبها من أن يقترف ما نهاه عنه سبحانه أو أن يترك ما أمره به ، لذا ترى التقي إنسانا يحمل شعورا عظيما من الخوف من رب الخلائق حيث يصبح هذا الخوف ملكة تمنعه من الفجور والمعصية حتى يصبح إنسانا يحب الخير للخير ويكره الشر لأنه شر.
وبعبارة : إنّ العصمة على هذا الرأي هي عبارة عن الطمع في السعادة والخوف من المعصية لأنّ المتقي هو الطامع في السعادة الأخروية وفي نفس الوقت يعدّ خائفا من معاصيه التي تبعّد عن جناب الحق المتعال.
يرد عليه :
إنّ العصمة ـ بناء على هذا الرأي ـ لا تكون على مقتضى طبع صاحبها بل بالتكلّف بادئ الأمر حتى تصبح ملكة ، فبذا تكون العصمة كسبيّة لا هبة ، وأمرا عرضيا لا ذاتيا وهذا خلف ما يجمع عليه الإمامية من أنها أمر ذاتي تلازم المتحلي بها وهو في بطن أمه ، ولا يلزم من ذلك الجبر كما سوف يأتي.
الرأي الثاني :
إنّ حقيقة العصمة هي أن يحصل لصاحبها العلم بمثالب المعاصي ومناقب الطاعات.