عنها بين كونها صغيرة أو كبيرة ؛ وهذا بخلاف النوافل أو المستحبات فإنّ تركها لا يعتبر قبيحا ، لأنّ ترك النافلة يؤدّي إلى تنقيص الثواب ، وتنقيص الثواب لا يعتبر منفّرا وقبيحا.
وقد أثار بعض الفضلاء إشكالات على الدليل الأول هي :
الإشكال الأول :
إنّ هذا الدليل لا يحل لنا ما نجده بالتتبع التاريخي ، وما يلاحظ في عصورنا من طواعية الناس لبعض القيادات الدينية وبشكل أعمى في بعض الحالات رغم ما يصدر منهم من سهو وخطأ بل وذنب في بعض الحالات ، خصوصا ما كان من الاحترام والإجلال وحسن المحل في القلوب لأمثال المرجعيات وأصحاب الولايات.
يجاب عنه :
١ ـ أنه لا يمكننا اعتبار وظيفة المراجع وأصحاب الولايات كوظيفة الأنبياء والأوصياء ، لأنّ تبليغ المراجع لرسالة الإسلام يختلف بالجوهر والمضمون عن تبليغ الأنبياء والأوصياء مع وجود فارق نسبي بينهما هو أن تبليغ المراجع لا يكتسي صفة السفارة الإلهية وأنهم خلفاء الله بل هم مجرّد أداة لنقل الفتوى والأحكام إلى المكلّفين مع عدم إدراكهم للأحكام الواقعية الموجودة في اللوح المحفوظ ، وهذا بخلاف سيرة الأنبياء والأولياء عليهمالسلام حيث يكتسي تبليغهم صفة السفارة والخلافة ، ولا بدّ للسفير أو الخليفة أن يكون منزّها عن كل صغيرة أو سهو أو خطأ.
٢ ـ إن دعوى إطاعة الناس لبعض المرجعيات مع صدور بعض الذنوب من تلك المرجعيات لا ينافي غرض اتباعها ، هذه الدعوى مخدوشة باتباع الناس الأعمى المرتكز على المصالح الشخصية النفعية وحب الدنيا ولا يعتمد على حسن الانقياد والحمل على الصحة ، مضافا إلى ما أنّ ما ذكر لا يعتبر قاعدة كليّة حتى يقاس بها كل مراجع الدين وأصحاب الولايات ، بل ما نراه بالوجدان أن الناس يتربّصون الدوائر بأصحاب الولايات وغيرهم ممن يمتلك سلطة تشريعية ويحصون عليهم أنفاسهم وتصرفاتهم.