الباب السادس عشر
عقيدتنا في مشرّع الإسلام
قال المصنّف (قدّس الله روحه) :
نعتقد أنّ صاحب الرسالة الإسلامية هو محمّد بن عبد الله وهو خاتم النبيين وسيّد المرسلين وأفضلهم على الإطلاق كما أنه سيد البشر جميعا لا يوازيه فاضل في فضل ، ولا يدانيه أحد في مكرمة ، ولا يقاربه عاقل في عقل ، ولا يشبهه شخص في خلق ، وأنه لعلى خلق عظيم ، ذلك من أول نشأة البشر إلى يوم القيامة.
* * *
أكّد المصنّف (قدسسره) في هذا الباب على نقطتين هامتين :
الأولى : أفضلية النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم على سائر البشر.
الثانية : خاتمية رسالته لكل الشرائع والأديان.
أما النقطة الأولى :
وهي بيان أفضليته صلىاللهعليهوآلهوسلم على سائر البشر وبالأخص على الأنبياء والمرسلين على الإطلاق ، لا يدانيه منهم بالفضل أحد ، فهو سيد البشر ، ولا يعني تخصيصه بالفضل على البشر أنه غير مفضّل على بقية المخلوقات المكلفة بالطاعات مع وجود منازع الشهوة لها كالجن ، فهم تابعون للإنس بأخذ المعارف الإلهية والإرشادات السماوية عبر الأنبياء والأوصياء ، فلم يرد أنّ من الجن أنبياء ومرسلين ، بل هذا المقام مختصّ ببني البشر الذين فضّلهم الله تعالى على كثير مما خلق تفضيلا ، وما ورد من قوله تعالى : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ