الأنبياء على الملائكة أجمعين ، وذهب المعتزلة إلى العكس.
واستدلّ الشيعة والسنة على المدّعى بوجوه :
الأول :
إنّ تكليف الأنبياء عليهمالسلام أشق من تكليف الملائكة ، فلمّا كان الأنبياء بهذا المستوى من التكليف الشاق ، كانوا أفضل من الملائكة قطعا ، وذلك لأنّ الأنبياء يعبدون الله تعالى مع كثرة الصوارف والموانع الداخلية والخارجية كالشهوة والغضب ، والاشتغال بالأهل والولد ، وهذه الصوارف والموانع منتفية عن الملائكة وهم مبرءون منها ، ولا شك أن العبادة مع العائق أشق منها مع عدم العائق مضافا إلى أنّ أفضل العبادة أحمزها كما ورد في الحديث ، فيكون القائم بها أفضل وهو المطلوب (١).
الثاني :
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (آل عمران / ٣٤).
و (الْعالَمِينَ) جمع محلّى باللام الاستغراقية ، فيشمل عالم الإنس والجن والملائكة وغيرهم ، والاصطفاء المراد به هاهنا الفضيلة ، فعليه يكون الأنبياء أفضل من الملائكة.
الثالث :
إن الله سبحانه أمر الملائكة أجمعين حتى الكروبيين أن يسجدوا (٢) لآدم عليهالسلام ، والسجود للأدون قبيح ، فثبت أنه عليهالسلام أفضل منهم ، من هنا رفض إبليس عليه اللعنة أن يسجد لآدم لاعتقاده أنه أفضل من آدم عليهالسلام ، (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) (٣).
الرابع :
قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (الأنبياء / ١٠٨).
__________________
(١) إرشاد الطالبيين : ص ٣٢٢ وأنوار الملكوت : ص ١٨٧ بتصرّف بالعبارة.
(٢) الآية ٣٥ من سورة البقرة (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ...).
(٣) الإسراء / ٦٢ والبقرة / ٣٥ والأعراف / ١٢.