حيث قالوا أنه عزوجل يمكن أن يدخل العاصي الجنة والمطيع النار وغير ذلك من المعتقدات التي تدخل في صميم العدالة الربانية.
أما الأمر الثاني :
معنى «الدين» لغة : الطاعة لقوله تعالى : (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) (النحل / ٥٣).
فالمعنى : له تعالى الانقياد والطاعة دائما.
وكذلك قوله تعالى : (وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِ) (التوبة / ٢٩).
وتأتي كلمة «الدين» بمعنى «الجزاء» ومنه قوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) وأخرى بمعنى «الحساب» ومنه قوله تعالى : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (يوسف / ٤١) أي الحساب المستقيم. وبمعنى «الوضع الإلهي لأولي الألباب» وهذا يتناول الأصول والفروع(١).
وأما معناه اصطلاحا : فعبارة عن قانون ينظّم حياة الفرد والمجتمع لينال سعادة الدارين.
أمّا معنى الأصول : فهو مجموعة اعتقادات حقة محلها القلب بحيث يجب الإيمان والاعتقاد بها باطنا وهي المعبّر عنها بالأصول الاعتقادية.
معنى المذهب «لغة» : فعبارة : عن المعتقد الذي يذهب إليه ، وحكى اللحياني عن الكسائي : ما يدرى له أين مذهب ولا يدرى له ما مذهب أي لا يدرى أين أصله (٢).
ومعنى «المذهب» اصطلاحا : فعبارة : عن فرقة ما اتخذت لنفسها طريقا عقيديا بعد رحيل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
والمذاهب المختلفة في زماننا هذا بين المسلمين كثيرة يبلغ تعدادها الثلاث وسبعين فرقة كما جاء ذلك عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والنصارى افترقت على اثنين وسبعين ، واليهود على واحد وسبعين.
والعجب من بعض الإمامية كيف جعل الإمامة من أصول المذهب مدّعين أنها من مختصات الشيعة الإمامية المتفردين بها دون بقية فرق المسلمين. إلّا أن
__________________
(١) مجمع البحرين : ج ٦ ص ٢٥١.
(٢) لسان العرب : ج ١ ص ٣٩٤.