الباب الأوّل
عقيدتنا في الله تعالى
قال المصنف (قدسسره) :
نعتقد أن الله تعالى واحد أحد (١) ، ليس كمثله شيء ، قديم لم يزل ولا يزال ، هو الأول والآخر ، عليم حكيم عادل حيّ قادر غني سميع بصير (٢).
ولا يوصف بما توصف به المخلوقات ، فليس هو بجسم ولا صورة ، وليس جوهرا ولا عرضا (٣) ، وليس له ثقل أو خفة ولا حركة أو سكون ، ومكان ولا زمان ، ولا يشار إليه ، كما لا ندّ (٤) له ، ولا شبه ولا ضدّ ، ولا صاحبة له ولا ولد ، ولا شريك ، ولم يكن له كفوا أحد. لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.
ومن قال بالتشبيه في خلقه بأنّ صوّر له وجها ويدا وعينا أو أنه ينزل إلى السماء الدنيا ، أو أنه يظهر إلى أهل الجنّة كالقمر أو نحو ذلك فإنه بمنزلة
__________________
(١) الفرق بين الواحد والأحد : أن الأحد يطلق على ما لا يقبل الكثرة لا خارجا ولا ذهنا ، ولذلك لا يقبل العد ولا يدخل في العدد ، بخلاف الواحد ، فإنّ كل واحد له ثانيا وثالثا إما خارجا وإما ذهنا. فالواحد هو الذي لا شريك له ، وأحد لا مثيل له في صفاته ولا شبيه يناظره.
(٢) أي عالم بالمسموعات والمبصرات ومحيط بها إحاطة تامة لا يعجزه شيء.
(٣) الموجود الممكن إذا كان متميزا في مكان يشار إليه بالحسّ بأنه هنا أو هناك لذاته ، وما يتركب منه أو حالا فيه فهو العرض. نهج المسترشدين : ص ٢٥.
(٤) الندّ : النظير.