الباب الثانى والعشرون
عقيدتنا في طاعة الأئمة (عليهمالسلام)
قال المصنّف (قدّس الله روحه) :
ونعتقد أنّ الأئمة هم أولو الأمر الذين أمر الله تعالى بطاعتهم ، وأنهم الشهداء على الناس ، وأنهم أبواب الله والسبيل إليه والأدلاء عليه ، وأنهم عيبة علمه وتراجمة وحيه وأركان توحيده وخزّان معرفته ، ولذا كانوا أمانا لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء (على حدّ تعبيره صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وكذلك ـ على حدّ قوله أيضا : (إن مثلهم في هذه الأمة كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى) وأنهم حسبما جاء في الكتاب المجيد : (عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) وأنهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا.
بل نعتقد أن أمرهم أمر الله تعالى ، ونهيهم نهيه ، وطاعتهم طاعته ، ومعصيتهم معصيته ، ووليهم وليّه ، وعدوّهم عدوّه ، ولا يجوز الردّ عليهم ، والرادّ عليهم كالرادّ على الرسول والرادّ على الرسول كالرادّ على الله تعالى ، فيجب التسليم لهم والانقياد لأمرهم والأخذ بقولهم.
ولهذا نعتقد أن الأحكام الشرعية الإلهية لا تستقى إلّا من نمير مائهم ولا يصحّ أخذها إلّا منهم ، ولا تفرغ ذمة المكلّف بالرجوع إلى غيرهم ، ولا يطمئن بينه وبين الله إلى أنه قد أدّى ما عليه من التكاليف المفروضة إلّا من طريقهم. انهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق في هذا البحر المائج الزاخر بأمواج الشبه والضلالات ، والادعاءات والمنازعات.
* * *