بالآثار المترتبة عليهما ، إذ ما فائدة كونه نبيّا أو إماما ولا يكونا متّصفين بالآثار المترتبة على ما اتّصفنا به ، وكأننا بذلك نكون قد فصلنا بين الشيء ولوازمه ، وهل يتصور نبي أو إمام ولا يكون له أية ولاية روحية تخضع لها ذرّات الكون؟! كلا وألف كلا ، وقد قال تعالى :
(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً) (الجن / ١٧).
(أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ) (لقمان / ٢١).
(وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثية / ١٤).
وهل هناك أفضل من النبي والإمام حتى يسخّر له الكون بأسراره وتخضع له ذرّاته شاهدة على قربه من المبدأ الأول وقد قال عزّ شأنه بالحديث المشهور :
«عبدي أطعني تكن مثلي تقل للشيء كن فيكون».
«إنّ العبد ليتقرّب إليّ بالنافلة حتّى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده التي يبطش بها ، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته» (١).
فمن تقرّب إلى الله تعالى ، تقرّب إليه الله سبحانه ، فتتجلى فيه صفات الربوبية ، فيصير مرآة للانعكاس الربوبي ، فمن وصل إلى هذا المقام كان الكون بأسره معه لأنه بمقام القرب أصبح وعاء للمشية الإلهية «نحن أوعية مشية الله» فلا يشاءون إلّا أن يشاء الله (وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) (الأنفال / ١٨).
الدليل القرآني :
ليكن معلوما أنّ الولاية التكوينية ليست حكرا على جماعة من أولياء الله تعالى حباهم بها لعصمتهم ونزاهتهم وما شابه ذلك ، فالولاية ليست شأنا ذاتيا غير قابل للجعل لعباد آخرين ، بل هي شأن اكتسابي لا يتعلق بالأنبياء والأوصياء
__________________
(١) وسائل الشيعة : ج ٣ ص ٥٣.