هو دون الأئمة عليهمالسلام أن يتصرفوا بالكون من خلال معرفة الاسم الأعظم أو شيء من علم الكتاب فكيف بمن هو سر الله الأكبر واسمه الأعظم ومن عندهم علم الكتاب فالولاية الكونية مستمدة من الولي الأكبر وليست مشاركة له كما يدعي من لم يحط بهم وبعلمهم خبرا. «أبعد هذا يتشدّق السيد محمد حسين ويقول باللسان العامي : «الولاية التكوينية ، شنو الولاية التكوينية ، إحنا بنقول ولاية تكوينية يعني بعض الناس بيقول أنه يعني الأنبياء والأئمة مشاركين الله مثل ما الله ولي الكون هني أولياء الكون» (١). وقال في موضع آخر : «أنا من الناس الذين لا يرون الولاية التكوينية ، لأنني أتصور أن كل القرآن دليل على عدم الولاية التكوينية لأن القرآن يؤكد أن النبي لا يملك من أمره شيئا إلا ما ملكه الله بشكل طارئ ...» (٢).
نعم هم أولياء الكون كما أن الله تعالى ولي الكون ، وولايتهم على الكون طولية لا عرضية بمعنى أن ولايتهم مستمدة من ولايته عزوجل ، تماما كولاية السيد المذكور الشرعية على أتباعه ، (هذا على فرض وجود ولاية له من الله ورسوله والأئمة) فحيث إنها في طول ولاية الله ورسوله والأئمة الشرعية ، فما المانع أن تكون ولاية النبي والأئمة على الكون ما دامت بإذن الله تعالى وجعله؟!
عود على بدء :
هذه بعض الشواهد القرآنية على ولاية أناس ليسوا بأنبياء أو أئمة ، فبطريق أولى يجب أن تكون لهؤلاء المذكورين ولاية على الأجسام والأجساد والعناصر والشواهد القرآنية على ذلك كثيرة تنقسم إلى قسمين :
الأول : ما يتناول الحديث عن الجن وقدراتهم الخارقة.
الثاني : ما يتناول الحديث عن بعض الإنس وقدراتهم الخارقة أيضا.
أما الأول :
فالحديث عن العوالم الجنيّة قد يصعب فهمه على كثير ممن تلوّث بقذارات المادة ، فبات لا يؤمن إلّا بالمحسوس ، ولكنّ المؤمن بالغيب يسهل عليه الإيمان بذلك ، لا سيما وأنّ القرآن أكّد وجود عوالم خفية عن أنظارنا ، ونظام خلقتها يختلف تماما عن نظام خلقتنا ، فهم مخلوقات ليست من سنخ الطين ، وإنما هي
__________________
(١) هذه الكلمات من شريط مسجّل بصوت السيد المذكور.
(٢) جواب السيد على فتاوى الشيخ جواد تبريزي.