مشاركة الله تعالى في الولاية (١).
وبهذا يتلخص دليله بثلاث نقاط :
النقطة الأولى : كون الأنبياء مسددين بالمعجزة ـ الى هي ولاية طارئة ـ لدفع التحدي الموجّه إليهم من قبل أعداء الدين.
النقطة الثانية : لو كانت للمعصوم ولاية فلما ذا لم يستخدمها ويدفع عن نفسه الضرّ؟
النقطة الثالثة : ان القول بالولاية التكوينية يعني مشاركة الله تعالى في ملكه.
ونحن نستعين بالله تعالى في ردّ هذه الشبهات ليتضح الصبح الذي عينين.
أما جواب الشبهة الأولى :
١ ـ ما قاله في هذه الشبهة ما هو إلّا مجرد دعوى بلا دليل حيث لم يلق علينا بعض الشواهد القرآنية التي تثبت مدّعاه ، بل نراه قد ألقى الكلام على عواهنه مستنكرا وجود آيات على الولاية التكوينية في حين أنّ كل الفقهاء يستدلون على الولاية التكوينية بآيات الكتاب الكريم ـ والتي قد قدّمنا طرفا منها ـ وأحاديث النبي والعترة.
٢ ـ إنّ الولاية التكوينية من لوازم النبوة والإمامة بل هي من لوازم وجودهم غير المنفك عنهم لأنها نوع تسديد يسبغه الباري عزوجل على النبي والإمام عليهماالسلام ، فما معنى أن يكون للنبي والولي سلطة روحية دائمة ، ولا تكون له أية سلطة تكوينية على المادة يتصرّف فيها كيفما يشاء بمشيته تعالى لأن الإنسان ـ وكما يقول العرفاء الكاملون ـ إن العبد إذا تحقق بحقيقة الحق وتخلّق بأخلاق الروحانيين غلبت عليه صفات الأرواح المجرّدة وصار له سلطنة على العوالم المادية فكما أنه جلّ شأنه يوجد المادة من غير مدة ولا مواد فكذا وليّه ، فالروح المجرّدة تمرّ على الزمان ولا يمرّ الزمان عليها ، وتحكم على المادة ولا تحكم المادة عليها ، والمادة التي تعلّقت بها كأجسامها العنصرية الشريفة مقهورة لروحها المجرّدة.
٣ ـ إن أمكن وجود المؤهل الذاتي ـ والذي على ضوئه منح النبي أو الإمام
__________________
(١) ذكر ذلك في إحدى محاضراته المسجّلة.