ألفا غير معطوفة (١).
بيان : قال صاحب البحار (قدسسره) قوله عليهالسلام غير معطوفة ، أي نصف حرف كناية عن نهاية القلة ، فإنّ الألف بالخط الكوفي نصفه مستقيم ونصفه معطوف هكذا «ا» وقيل : أي ألف ليس بعده شيء ، وقيل ألف ليس قبله صفر أي باب واحد ، والأول هو الصواب والمسموع من أولي الألباب.
ويؤكد الحديث المتقدم ما ورد بالمستفيض بل المتواتر أن أمرهم صعب مستصعب لا يحتمله إلّا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن (٢). بل إن بعض أحاديثهم وأسرارهم لا يحتملها لا ملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن ممتحن بل هم يحتملونه.
فعن أحمد بن الحسن مسندا إلى أبي الصامت قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : إنّ من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن ، قلت فمن يحتمله؟ قال : نحن نحتمله (٣).
وورد أن من شيعتهم من يمتلك قابلية تحمّل أحاديثهم لذا لم يخف أئمة أهل البيت عن هؤلاء بعض أسرارهم التي لم يقدر على حملها ملك أو نبي مرسل أو عبد مؤمن ، فعن أبي الصامت قال :
قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّ حديثنا صعب مستصعب شريف كريم ذكوان ذكي وعر لا يحتمله ملك مقرّب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن ، قلت فمن يحتمله جعلت فداك؟ قال : من شئنا يا أبا الصامت ، قال أبو الصامت ، فظننت أنّ لله عبادا هم أفضل من هؤلاء الثلاثة (٤).
إذن لا بدّ للمؤمن المتديّن ألّا يبادر بردّ ما ورد عنهم من فضائلهم ومعجزاتهم ومعالي أمورهم وغرائب أحوالهم إلّا إذا ثبت خلافه بضرورة الدين بقواطع البراهين أو الأخبار المتواترة.
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٢٥ ص ٢٨٣ ح ٣٠ عن بصائر الدرجات.
(٢) بصائر الدرجات : ج ١ ص ٤٤ ح ١٧ ، وباب ١٢ وفيه ١٦ حديثا بأسانيد موثقة وصحيحة.
(٣) نفس المصدر : ج ١ ص ٤٣ ح ١١.
(٤) بصائر الدرجات : ج ١ ص ٤٢ ح ١٠.