الباب الخامس والعشرون
عقيدتنا في أن الإمامة بالنص
قال المصنّف (قدّس الله سرّه) :
نعتقد أن الإمامة كالنبوّة لا تكون إلّا بالنص من الله تعالى على لسان رسوله أو لسان الإمام المنصوب بالنصّ إذا أراد أن ينصّ على الإمام من بعده ، وحكمها في ذلك حكم النبوّة بلا فرق ، فليس للناس أن يتحكّموا فيمن يعيّنه الله هاديا ومرشدا لعامّة البشر ، كما ليس لهم حقّ تعيينه أو ترشيحه أو انتخابه لأنّ الشخص الذي له من نفسه القدسيّة استعداد لتحمّل أعباء الإمامة العامّة وهداية البشر قاطبة يجب ألّا يعرف إلّا بتعريف الله ولا يعيّن إلا بتعيينه.
ونعتقد أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم نصّ على خليفته والإمام في البريّة من بعده ، فعيّن ابن عمّه علي بن أبي طالب أميرا للمؤمنين وأمينا للوحي وإماما للخلق في عدة مواطن ، ونصبه وأخذ البيعة له بإمرة المؤمنين يوم الغدير فقال : «ألا من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاده وانصر من نصره واخذ من خذله وأدر الحق معه كيفما دار».
ومن أوّل مواطن النصّ على إمامته قوله حينما دعا أقرباءه الأدنين وعشيرته الأقربين فقال : «هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا» وهو يومئذ صبيّ لم يبلغ الحلم ، وكرر قوله له في عدّة مرات «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدي» إلى غير ذلك من روايات وآيات كريمات دلّت على ثبوت الولاية العامة له كآية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (المائدة / ٥٦).