القرينة الثالثة :
ما دلّت عليه قرائن الحال الدالّة على أنّ ما أراد بيانه النبي هو أهمّ الأمور وأعظمها كأمره بالصلاة في السفر بالمنزل الوعر في حرارة الشمس وقت الظهيرة مع إقامة منبر وقيامه خطيبا بين جماهير المسلمين إلى آخر ما هناك ، لا بدّ مع هذا كلّه أن يكون مراد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بيان إمامة الأمير عليهالسلام التى يلزم إيضاح حالها والاهتمام بشأنها وإعلام كل مسلم بها ، لا مجرّد بيان أنّ عليّا عليهالسلام محبّ لمن أحبّه النبيّ وناصر لمن نصره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهوعليهالسلام لا أمر ولا إمرة له.
القرينة الرابعة :
إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر أن يبلّغ الشاهد الغائب ، وهذا تأكيد لا يصحّ أن يصدر منهصلىاللهعليهوآلهوسلم لمجرّد بيان النصرة أو المحبة ، فلا بدّ أن يكون هذا التأكيد على شيء عظيم لم تتح الفرصة لتبليغه على نطاق واسع ولا عرفته جماهير المسلمين وما هو إلّا إمامة عليّ عليهالسلام.
القرينة الخامسة :
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم عقيب نزول آية الإكمال : الله أكبر على إكمال الدّين وإتمام النّعمة ورضى الربّ برسالتي والولاية لعليّ بن أبي طالب. وفي لفظ شيخ الإسلام الحمويني : «الله أكبر على تمام نبوتي وتمام دين الله بولاية عليّ بعدي».
القرينة السادسة :
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد إبلاغ الولاية : «اللهم أنت شهيد عليهم إني قد بلّغت ونصحت» فالإشهاد على الأمة بالبلاغ والنصح يستدعي أن يكون ما بلّغه النبي ذلك اليوم أمرا جديدا لم يكن قد بلّغه من قبل. مضافا إلى أن بقيّة معاني «المولى» العامّة بين أفراد المسلمين من الحبّ والنّصرة لا تتصوّر فيها أيّ حاجة إلى الإشهاد على الأمّة في عليّ خاصّة.
إلى غير ذلك من القرائن الكثيرة المذكورة في المطولات ، أو التي يمكن أن يستنبطها المتدبر بكتاب الله وأحاديث رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أما ما ورد من الإيرادات الواهية التي توهمها بعض المخالفين والمعاندين على حديث الغدير ، نذكر إيرادين منها :