أحاديث البشير النذير). وغيرهم كثير فليلاحظ إحقاق الحق والغدير.
بعد قليل من كثير في ذكر سند الحديث ، وبعده لا يبقى لذي مسكة أدنى شك ولا شبهة بعد مراجعة سند الحديث في كتب الخاصة والعامة التي روته عن الصحابة ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعد هذا يقال : في السند مجال للنقاش ، ما هكذا تورد يا سعد الابل!!!
وأما الكلام في حديث المنزلة ، فمن المسلّم به عند علماء النحو والأدب أنّ لفظة «إلّا» استثنائية تدلّ على العموم فيها عدا المستثنى ، فقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبي بعدي» يدلّ على عموم المنزلة ، وهارون كان وزيرا لموسى وشريكا له في النبوة ، ولو عاش بعد موسى لكان خليفة له ، لكنّه مات في حياته ، مضافا إلى أن هارون قد استخلف موسى عليهالسلام في قوله عند ما ذهب إلى الطور لمناجاة ربّه حيث دامت غيبته عن قومه أربعين يوما ، ولا فرق في الاستخلاف بين كون المدة قصيرة أو طويلة ما دامت الحاجة إلى الخليفة قائمة ليسد الفراغات الحاصلة نتيجة الغيبة ، وحيث إن الإمام عليّا عليه أفضل التحية والسلام له منزلة هارون عدا المشاركة في النبوة ، وحيث إنه بقي بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد كان الخليفة له صلىاللهعليهوآلهوسلم وتنتفي عنه صفة النبوة خاصة ، ونذكر هنا من الموافق والمخالف ما يدلّ على المطلوب.
قال ابن أبي الحديد : والذي يدلّ على أنّ عليّا عليهالسلام وزير رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم من نصّ الكتاب والسنّة قول الله تعالى : (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٣٠) هارُونَ أَخِي (٣١) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣٢) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (طه / ٣٠ ـ ٣٣) وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الخبر المجمع على روايته من سائر فرق الإسلام : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي» فأثبت له جميع مراتب هارون ومنازله من موسى ، فإذا هو وزير رسول الله ولو لا أنه خاتم النبيين لكان شريكا له في أمره (١).
وقال في موضع آخر : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي» وأبان نفسه عنه بالنبوة وأثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص
__________________
(١) غاية المرام : ص ١٢٦ الباب ٢٠ من المقصد الأول ذيل الحديث ١٠٠ نقلا عن ابن أبي الحديد.