عليهالسلام على الصفة المذكورة ، فبطل ما يروى في خلاف ذلك ، فما ذكر من احتمال إرادة عموم المؤمنين ضعيف لا يعوّل عليه ولا يرجع إلى مستند ولا يعارض الأخبار الكثيرة الدالّة على نزولها في حق الإمام علي عليهالسلام ، وأن وجود القائل به غير متحقق.
٢ ـ إنّ الاستشهاد بخبر عبادة بن الصامت وعبد الله بن سلام على كون المراد عامة المؤمنين لا وجه له ، لأنه يدلّ على أنّ الله تعالى جعل لهم بدل هجر قومهم إيّاهم ولاية الله ورسوله والذين آمنوا ، سواء أريد بالذين آمنوا العموم أو الخصوص ، فإذا كان هناك ما يدلّ على الخصوص لم يكن فيه منافاة لهذا الخبر.
والذي يكشف عمّا قلناه «أنّه قد روي أنها لمّا نزلت خرج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من البيت ، فقال لبعض أصحابه هل أعطى أحد سائلا شيئا ، فقالوا : نعم يا رسول الله قد أعطى علي بن أبي طالب السائل خاتمه وهو راكع ، فقال النبي : الله أكبر قد أنزل الله فيه قرآنا ، ثم تلا الآية إلى آخرها ، وفي ذلك بطلان ما قالوه» (١).
الإيراد الثالث :
ما ذكره الرازي أيضا : من أنّ اللائق بعلي عليهالسلام أن يكون مستغرق القلب بذكر الله حال ما يكون في الصلاة ، والظاهر أنّ من كان كذلك فإنه لا يتفرّغ لاستماع كلام الغير وفهمه (٢) ، وأكّد هذا الإيراد أيضا شمس الدين الهروي الحنفي حيث قال : إنكم (والخطاب للشيعة) تقولون إنّ عليّا عليهالسلام في حال صلاته في غاية ما يكون من الخشوع والخضوع واستغراق جميع حواسه وقواه وتوجهها شطر الحق حتى أنكم تبالغون وتقولون كان إذا أريد إخراج السهام والنصول من جسمه الواقعة فيه وقت الحرب تركوه إلى وقت صلاته فيخرجونها منه وهو لا يحسّ بذلك لاستغراق نفسه وتوجهها نحو الحق ، فكيف مع ذلك أحسّ بالسائل حتى أعطاه خاتمه في حال صلاته (٣).
والجواب :
١ ـ قال الشاعر :
__________________
(١) التبيان في تفسير القرآن للطوسي : ج ٣ ص ٥٦٤.
(٢) تفسير الرازي : ج ١٢ ص ٣٠.
(٣) الإحقاق : ج ٢ ص ٤٤١.