الباب السّابع والعشرون
عقيدتنا في الإمام المهدي عليهالسلام
وعجّل الله تعالى فرجه الشريف
قال المصنّف (قدّس الله سرّه الشريف) :
إن البشارة بظهور (المهدي) من ولد فاطمة في آخر الزمان ـ ليملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا ـ ثابتة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بالتواتر ، وسجّلها المسلمون جميعا فيما رووه من الحديث عنه على اختلاف مشاربهم.
وليست هي الفكرة المستحدثة عند (الشيعة) دفع إليها انتشار الظلم والجور ، فحلموا بظهور من يطهّر الأرض من رجس الظلم ، كما يريد أن يصورها بعض المغالطين غير المنصفين. ولو لا ثبوت فكرة (المهدي) عن النبي على وجه عرفها جميع المسلمين وتشعبت في نفوسهم واعتقدوها لما كان يتمكن مدعو المهديّة في القرون الأولى كالكيسانية والعباسيين وجملة من العلويين وغيرهم ، من خدعة الناس واستغلال هذه العقيدة فيهم طلبا للملك والسلطان فجعلوا ادعاءهم المهدية الكاذبة طريقا للتأثير على العامة وبسط نفوذهم عليهم.
ونحن مع إيماننا بصحّة الدين الإسلامي وأنه خاتمة الأديان الإلهية ولا نترقّب دينا آخر لإصلاح البشر ومع ما نشاهد من انتشار الظلم واستشراء الفساد في العالم على وجه لا تجد للعدل والصلاح موضع قدم في الممالك المعمورة ... ومع ما نرى من انكفاء المسلمين أنفسهم عن دينهم وتعطيل أحكامه وقوانينه في جميع الممالك الإسلامية ، وعدم التزامهم بواحد من الألف من أحكام الإسلام ـ نحن مع كل ذلك لا بدّ أن ننتظر الفرج بعودة