الأمور الصعبة وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الإيمان» (١).
هذا هو اللطف الإلهي حيث جعل حججا بهم يدفع البلاء وترتفع المحن ولا يتمّ هذا إلّا عبر الإمامة التي هي واجبة في كل عصر بحكم قاعدة اللطف ، وحيث إنه انتفاء وجود الإمام في بعض العصور محال بالضرورة لأنّه خلاف اللطف ، فانتفاؤه في كل العصور محال بطريق أولى ، فإذا استحال انتفاء وجوده في بعض العصور وجب وجوده في كل عصر فثبت المطلوب.
أمّا النقل :
فيراد منه ما جاء على لسان الأديان السماويّة المبشّرة بظهور المخلّص في آخر الزمان ، والمسلمون كافّة يعتقدون أن المهدي (عج) الشريف هو المخلّص والمسيح عليهالسلام وزيره.
ففي توراة العهد القديم : ورد في سفر التكوين الإصحاح ١٧ :
«وأما إسماعيل فقد سمعت لك فيه ، ها أنا أباركه وأثمره وأكثّره جدّا اثنى عشر رئيسا يلد واجعله أمة كبيرة».
ولا يخفى أنّ الأئمة الاثنا عشر عليهمالسلام هم من صلب النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي هو ابن النبي إسماعيل العربي.
وأيضا فإنّ كثرة ذرية إسماعيل عليهالسلام منحصرة في الصدّيقة الزهراء صلوات الله عليها حيث لا يخلو صقع من الأصقاع من ذرّيتها المباركة. لكنّ البعض فسّر عبارة : «اثنى عشر رئيسا» بأنهم أولاد إسماعيل الاثنا عشر الذين ولدوا في حياته ، واستندوا في ذلك إلى ما ورد في سفر التكوين (٢٥ : ١٣ ـ ١٦). لكن يجاب عن هذا : أنه لم يكن لأبناء إسماعيل هؤلاء الذين ولدوا له في حياته دور هام في قيادة الحياة العامة للناس وتوجيهها إلى صراط الله المستقيم وأكثر ما يمكن القول عنهم أنهم كانوا رؤساء لعوائلهم أو لعشائرهم ، ولم يكونوا بمستوى يؤهلهم من دعوة الناس عامة إلى نبذ عبادة الأوثان والتوجه لعبادة الله الواحد الأحد ، بينما كانت مهمة الدعوة إلى الله موكولة إلى بني إسرائيل من نسل إسحاق حيث جعل فيهم سلسلة النبوة من أيام موسى وحتى عيسى ، ومن ثم نزعت منهم بركة النبوة
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٢ ص ٩٣.