يقضي بحكم داود من دون بيّنة كما استفاضت بذلك النصوص ولا يحكم بالظواهر كما أشار النص (فلا يقضي بحسب نظر عينيه ولا بحسب سمع أذنيه) بل يقضي بعلمه الواقعي المسدّد والملهم من الله تعالى وفي دولته المباركة تجتمع المتنافرات كاجتماع الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي والبقرة والدّبة ترعيان ويلعب الرضيع على سرب الصلّ ، وهكذا فلا تنافر أو تضاد بين المخلوقات التي كانت تتصارع للبقاء ، فكلّ واحد يأخذ نصيبه من العدل والسلام.
وفي إنجيل العهد الجديد :
ورد في إنجيل متى الإصحاح ٢٤ :
«لأنّه كما أنّ البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب وهكذا يكون مجيء ابن الإنسان».
وقال في موضع آخر من نفس الإصحاح المذكور :
[وللوقت بعد ضيق تلك الأيام ، تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء وقوّات السماوات تتزعزع ، وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء ، وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب بقوة ومجد كثير ، فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السماوات إلى أقصائها ، فمن شجرة التين تعلّموا المثل متى صار غصنها رخصا وأخرجت أوراقها تعلمون أنّ الصيف قريب ، هكذا أنتم أيضا متى رأيتم هذا كلّه فاعلموا أنّه قريب على الأبواب] واسوداد الشمس والقمر الوارد في هذا المقطع إشارة إلى الكسوف والخسوف اللذين سيحصلان في سنة ظهور الإمام المهدي (عج) الشريف كما أشارت النصوص الكثيرة عند المسلمين وهي من العلامات المحتومة في سنة الظهور.
وقال أيضا : «وكما كانت أيام نوح كذلك يكون مجيء ابن الإنسان ، لأنه كما كانوا في الأيام التي قبل الطّوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوّجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع كذلك يكون مجيء ابن الإنسان ، حينئذ يكون اثنان في الحقل ، يؤخذ الواحد ويترك الآخر ، اثنتان تطحنان على الرّحى ، تؤخذ الواحدة وتترك الأخرى اسهروا إذا لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم ... لذلك كونوا أنتم أيضا مستعدين