لأنه في ساعة لا تظنون يأتي ابن الإنسان» (١).
وقد ذكرت عبارة ابن الإنسان كثيرا في الإنجيل وقد فهم المسيحيون من هذه العبارة أو هذا المصطلح بأنه عيسى المسيح عليهالسلام كما أشارت الأناجيل الأربعة التي أقرّتها الكنيسة وهي: إنجيل متى ومرقس ولوقا ويوحنا ، واستثنت الكنيسة انجيلا خامسا ولم تعترف به يسمى بإنجيل برنابا لتضمنه حقائق واضحة تتعلق بالنبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن من ملاحظة موارد ذكر هذا المصطلح في الأناجيل المذكورة نجد أنّ هناك إشارة واضحة إلى شخص آخر هو غير عيسى عليهالسلام في كثير منها ، وهذا الشخص هو الذي سيطلب مجد المسيح ويحكم كما قال عليهالسلام في انجيل يوحنا الاصحاح الثامن : [أنا لست أطلب مجدي يوجد من يطلب ويدين] إنه شخص آخر يقوم بعملية إنشاء المجد الإلهي والحكم الرّباني في الأرض وهو كما قلنا أنّه الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه حيث ينتظره المسلمون كما ينتظرون نزول عيسىعليهالسلام من السماء ليكون مشاركا في دولة العدل الإلهي المتمثلة بمولانا المنتظر عليهالسلام. وممّا يؤكد أن عبارة «ابن الإنسان» لا يراد منها إلا المخلّص المهدي هو أن عيسى عليهالسلام عند المسيحيين ليس ابن الإنسان بل هو ابن الله بنظرهم ، وقد خطّأ القرآن الشريف هذا الاعتقاد واعتبره شركا ، فعبارة ابن الإنسان لا تنطبق إلّا على الإمام المهدي عليهالسلام المنتسب إلى النبي محمد المصداق الكامل للإنسان.
ومما يؤكد ما قلناه ما ذكره متّى في انجيله الإصحاح السادس عشر المقطع الثالث عشر ، قال : [ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية سأل تلاميذه قائلا : من يقول الناس أني أنا ابن الإنسان؟ فقالوا : بعضهم يقول : هو يوحنا المعمدان وآخرون إيليّا وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء ، قال لهم : من تقولون إني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس وقال : أنت هو المسيح ابن الله الحي ، فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا ...].
فنلاحظ هنا أن بطرس لم يقل له : أنت ابن الإنسان كما يقتضيه سياق الحوار بل كان واضحا لديه أنه ليس هو وإنما هو المسيح ، لذا مدحه وقال له : [طوبى لك يا سمعان بن يونا فليس اللحم والدم كشفا لك هذا بل أبي (أي ربي) الذي
__________________
(١) إنجيل متى : ٢٤ مقطع ٣٧ ـ ٤٥.