النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ قلت ما يبكيك يا رسول الله؟
قال : إنّا أهل بيت قد اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وسيصيب أهل بيتي قتل وتطريد وتشريد في البلاد حتى يتيح الله لنا راية تجيء من المشرق من يهزها هزّ ، ومن ياقها يشاق [إشارة إلى راية الخراساني في سنة الظهور] ثم يخرج عليهم رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي وخلقه كخلقي تئوب إليه أمتي كما تئوب الطير إلى أوكارها فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
إلى ما هنالك من نصوص صريحة في شأنه (عج) الشريف فلاحظ بحار الأنوار ج ٥١ ـ ٥٢ ـ ٥٣. ومنتخب الأثر عن مصادر الشيعة. والغيبة للشيخ الطوسي والغيبة للنعماني والمهدي الموعود للعسكري.
هذه هي أهمّ الأدلة على خروج هذه الشخصية العظيمة لتنقذ البشرية ممّا تعانيه من ظلم وجور.
فهذه أدلة تثبت أصل الفكرة وأنّه لا بدّ من مخلّص للبشرية في آخر الزمان ...
أمّا الأدلة التي تثبت وجوده (عج) الشريف فبأمرين :
أحدهما : تواتر النصوص باسمه وشخصه وأنّه من ولد الإمام الحسين عليهالسلام ومن صلب الإمام الحسن العسكري فإنّ مثل هذه الروايات التي هي فوق حدّ التواتر تدلّ على وجوده وإلّا لم يكن تاسعا من ولد الحسين أو عاشر الأئمة الذين لا تخلو الأرض منهم كما ورد في بعض النصوص ، وهذه الروايات نقلت قبل وجوده وشاعت وكانت محفوظة ومستورة في الجوامع الروائية.
ثانيهما : السيرة القطعية الدالّة على وجوده (عجّل الله فرجه) الشريف بدءا من ولادته إلى تعيينه للسفراء الأربعة الذين عاشوا في أواسط الأمّة مع اعتقادها بالسفراء الأربعة وتعاملها معهم من دون نكير منهم على أحد من السفراء المنصوصين من قبل الإمام (عج) الشريف ممّا يعدّ بمثابة تجربة علميّة لإثبات واقع موضوعي يسلّم بالإمام وولادته (عج) الشريف.
يبقى التساؤل المطروح من قبل جمهور السنة : إنّه كيف يمكن لفرد كهذا البقاء مئات السنين ولم يطرأ عليه أيّ تغير ، وما هي المصلحة في ذلك؟! ولما لا يخلقه الله تعالى في الزمن المناسب لظهوره؟ وللإجابة عن التساؤلات يتركز